languageFrançais

معز غالي: رقمنة الدفوعات خطوة نحو اقتصاد أكثر أمانًا

معز غالي: رقمنة الدفوعات خطوة نحو اقتصاد أكثر أمانًا

في حوار له مع موزاييك تحدث معز غالي، المدير العام لمؤسسة MS SOLUTIONS والمتخصص في رقمنة الدفوعات، عن الوضع الراهن للدفع الإلكتروني في البلاد، مشيرًا إلى أنه رغم التقدم الذي شهدته بعض المدن الكبرى والمناطق السياحية، إلا أن الدفع النقدي لا يزال هو السائد في العديد من المناطق الداخلية والضواحي.

وأكّد غالي أن هناك حاجة كبيرة لنشر الوعي حول أهمية الدفع الإلكتروني وفوائده بالنسبة للمواطنين والتجار على حد سواء.

فمع التزايد المستمر في استخدام الهواتف الذكية والإنترنت، أصبح الدفع الإلكتروني ضرورة لا غنى عنها. وعندما نتحدث عن الدفع الإلكتروني، فإننا لا نقصد فقط الدفع عبر البطاقات البنكية، بل يشمل ذلك أيضًا الدفع من خلال الهواتف الذكية، والتي تعتبر وسيلة حديثة تزداد شعبيتها في جميع أنحاء العالم.

الدفع عبر الهاتف

يُعتبر "الدفع عبر الهاتف" بمثابة المستقبل المالي للكثير من الأشخاص، حيث يتيح لهم تسديد المدفوعات بسهولة وأمان.

وأضاف غالي أن من أبرز فوائد الدفع الإلكتروني هو تقليل المخاطر المرتبطة بالتعامل النقدي. ففي حال كان التاجر يعتمد على النقد، فإن هناك دائمًا خطر يتعلق بالسرقة أو حتى فقدان الأموال أثناء النقل أو التعامل. كما أن النظام البنكي يضمن أمان المعاملات وحمايتها من الأخطاء البشرية التي قد تحدث في الدفع النقدي.

وأوضح غالي أن الاستفادة من هذه التكنولوجيا لا تقتصر فقط على الجانب الأمني، بل تشمل أيضًا جوانب اقتصادية واجتماعية، إذ يمكن من خلال الدفع الإلكتروني تعزيز الشفافية وتوسيع نطاق المعاملات الاقتصادية. ففي النهاية، أصبح من الضروري أن يتبنى الجميع هذه التكنولوجيا من خلال استخدام بطاقات الدفع أو تطبيقات الهواتف الذكية.

تحول نحو الاقتصاد الرقمي

وتابع غالي قائلًا: "من المهم أن نضع في اعتبارنا أن الدفع الإلكتروني ليس مجرد وسيلة للمعاملات المالية، بل هو جزء من تحول أكبر نحو الاقتصاد الرقمي، وهو ما سيؤثر في مستقبل تونس الاقتصادي. فالتحول الرقمي يسهم في تسهيل العمليات التجارية ويجعلها أكثر كفاءة، مما يؤدي إلى نمو الاقتصاد وتوسيع قاعدة الأعمال".

ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجه هذا التحول لا يمكن تجاهلها، خاصة في المناطق التي لا تزال تفضل الدفع النقدي. على الرغم من أن الدفع الإلكتروني يقدم العديد من المزايا، إلا أن هناك بعض المخاوف من قبل المواطنين حول استخدام هذه التقنيات، مثل القلق من الأمان والتعرف على النظام الضريبي. لذا، من المهم أن تقوم الحكومة والشركات بعمل حملات توعية تهدف إلى توضيح فوائد الدفع الإلكتروني، وكيفية استخدامه بشكل آمن وفعّال.

وفيما يتعلق بالتطورات المستقبلية، تحدث غالي عن "البطاقات الرقمية" التي أصبحت شائعة في العديد من البلدان، موضحًا أن هذه البطاقات تُخزن على الهواتف المحمولة وتتيح للمستخدمين إجراء المدفوعات بشكل إلكتروني دون الحاجة لحمل بطاقات مادية. هذه الأنظمة الرقمية ستكون جزءًا من المستقبل القريب في تونس، وستسهم بشكل كبير في تبسيط العمليات المالية.

الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي

واستعرض غالي بعض الحلول المبتكرة التي بدأت تظهر في العالم وتساهم في تسريع هذا التحول، مثل "الدفع الفوري" الذي يسمح للمستهلكين بتحويل الأموال أو الدفع في الوقت الفعلي. وقال غالي: "هذا النوع من الدفع يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تحسين تجربة العملاء، حيث يتيح لهم إتمام المعاملات في وقت قصير ودون الحاجة إلى انتظار ساعات طويلة أو حتى أيام لتأكيد التحويلات".

وأشار غالي أيضًا إلى الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة الدفع الرقمي، حيث يتم استخدامه في مراقبة المعاملات لاكتشاف الأنشطة المشبوهة أو غير القانونية، مما يعزز من أمان النظام المالي. وأضاف: "الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحليل سلوكيات المستخدمين وتقديم حلول دفع أكثر تطورًا تناسب احتياجاتهم".

وفي ختام حديثه، دعا غالي إلى دعم أكبر للقطاع الخاص في تبني وسائل الدفع الإلكتروني، مؤكدًا أن ذلك لن يعزز فقط كفاءة الأعمال التجارية ولكن أيضًا سيحفز الاقتصاد المحلي ويوفر بيئة تجارية أكثر أمانًا وأقل اعتمادًا على النقد.

صلاح الدين كريمي 

الكلمات المفاتيح :تونسرقمنة الدفوعات