بودريقة: ثلاث رافعات للنهوض بالمنظومة الاقتصادية في تونس

اعتبر الخبير الاقتصادي عبد القادر بودريقة في دراسة أنه لتحقيق منظومة اقتصادية قوية على تونس توفير ما وصفها بثلاث رافعات  أهمها يتعلق بالتمويل والذي يمكن أن يكون متأتيا من  دين أو مساهمة في رأس المال لتطوير التجديد، مشيرا في سياق متصل إلى ما يعرف بالتمويل الأوسط بين 200 و500 ألف دينار والفرص الهامة التي يطرحها لكن لا احد يستثمر فيها  وذلك على هامش المؤتمر الوطني الثالث لمنظمة 'كونكت'  .

 وأشار  بودريقة إلى أن الرافعة الاقتصادية الثانية الهامة لتونس هي النفاذ إلى السوق أي إعطاء إمكانية دخول السوق من أي  شخص بكل حرية ما يضمن  تنافسا شريفا، معتبرا أنّ الأهم من النفاذ للمعلومة الاقتصادية هي  توفير المعطيات المتعلقة  بالأسواق  .

لتطور التعقيد الاقتصادي تحديات وخسائر تحملتها بعض القطاعات

 وفي سياق متصل، شدد الخبير الاقتصادي على أن الرافعة الثالثة للاقتصاد التونسي تنبني على ما يسمى اليوم بمستوى التعقيد الاقتصادي والذي يتطلب مكونات متنوعة ومتكاملة ومنسجمة لإنتاج منتوج تنافسي مزاحم بالأسواق، مبينا  بحسب دراسة قدمها أن مستوى أداء تونس  في توفير المعطيات  حول الأسواق متأخر نسبيا.

أما في ما يتعلق بالتعقيد الاقتصادي فقد أوضح بودريقة أن تونس شهدت  تطورات وتغيرات على هذا المستوى من 1995 إلى 2021 حيث كان قطاع النسيج يمثل 35 % من الصادرات التونسية عام 1995 لكن أصبح  قطاع الكهرباء والإلكترونيك يمثل 27 % وهو ما يبرز أن التعقيد الاقتصادي يتغير ويتطور من منظومات اقتصادية إلى أخرى معتبرا أن هناك تحديان اثنان لهذا التطور في التعقيد الاقتصادي  من ذلك  خسارة جزء كبير من قطاع الأحذية مثلا مفسرا ذلك  بفقدان ناشطين اقتصاديين وهجرة الكفاءات وعدم القدرة على  مجاراة التغيرات والتحولات.

 وحوصل بودريقة الوضع الاقتصادي اليوم بأنه وضع تفتقد فيه تونس للقدرة على  تطوير تعقيدات اقتصادية جديدة  بسبب مشاكل نقص التمويل للتجديد ونظام تعليم غير ملائم لحاجيات السوق خاصة وان جزء كبير من أبنائنا يتلقون تعليما خارج الجامعة وهو ما قد  يؤدي إلى إنتاج كفاءات غير متلائمة مع حاجيات السوق التونسية حسب تحليله.

وأضاف أنه إلى جانب ذلك نعيش اليوم من  تأخر في  سداد الديون وشح في السيولة البنكية وتمويلات غير ملائمة ومشاكل في النفاذ للسوق وموانع تنظيمية وغير تنظيمية وضعف في توفر المعطيات و إشكاليات هجرة الأدمغة في المهن الصغرى وليس لأصحاب الشهائد العليا فقط  وسياسات تجديد غير فاعلة وتمويلات غير ملائمة لخلق منظومات جديدة ومتجددة  وتطوير نظم التعلم.

 هناء السلطاني