قصص نجاح فلاحية بصالون الاستثمار.. لكن صعوبات الترويج عديدة
تزخر الدورة 14 من الصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا " SIAT "المقام من 12 أكتوبر إلى 15 أكتوبر الجاري بقصر المعارض بالكرم بالعديد من الحكايات والنجاحات لأفراد أبدعوا وتفننوا في نحت مواد أولوية من النباتات والثمار من أجل تثمينها وإعادة انتاجها في جبة مغايرة وحلة مجددة لجذب عين اهتمام السوق رغم عديد الصعوبات والدعم غير الكافي المقدم من الدولة.
مشروع شجرة المورينجا نجح بوصوله الى مطابخ التونسيين
وحضر المعرض أحمد المانسي، فلاح شاب من معتمدية مرناق وصاحب مشروع لزراعة نبتة المورينجا والتي يقوم بتحويلها حسب ما قاله لموزاييك، إلى منتوجات متنوعة ومبتكرة فيعمل على إنتاج أوراق الشاي وحبوب مضغوطة بالاضافة إلى مسحوق يستخدم في المطبخ من هذه الشجرة والتي تحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات المختلفة والكالسيوم والمغنسيوم .
وتابع المانسي أن المشروع يتضمن أيضا إنتاج عدة مواد تجميلية منها الزيوت وغسول الوجه ومرطب الشفاه وغيرها، غير أن نجاح هذا المشروع المستحدث بهذه النبتة الغريبة عن الأراضي التونسية لم يشفع لأحمد المانسي في الحصول على دعم من الدولة حسب تأكيده.
لكن المانسي شدد على أن هدف المشروع تحقق بوصول المنتوجات الى منازل المستهلك التونسي وأن مثل هذه المعارض تساعده في التعريف بمنتوجاته الفريدة.
الهريسة المدخنة والمنكهة بالفستق والبندق تحضر المعرض
وفي استكمال جولتنا بالمعرض، لفت انتباهنا أحد العارضين المتحصلين على عدد كبير من الميداليات وهو عماد عتيق القادم من ولاية نابل والذي يدير مؤسسة حرفية عائلية تهتم بإنتاج وتحويل المنتوجات الفلاحية من الفلفل والطماطم والزيتون إلى منتوجات تقليدية مجددة كالهريسة المدخنة وذات نكهة الفستق أو البندق.
وتحصل عماد عتيق وفق ما قاله لموزاييك سنة 2019 على 5 ميداليات في المسابقة الوطنية للمنتوجات المحلية و8 ميداليات سنة 2022 منها خمس ذهبية في أنواع الهريسة والطماطم المجففة وتقطير ماء الزهر وغيرها.
وشدد عتيق على أن حضوره في المعرض اليوم يمثل فرصة للتعريف بمنتوجاته التقليدية المجددة وربط علاقات من أجل التسويق لها في الخارج.
التمر المتجدد في أشكال عديدة منها السكر والقهوة
كما تحدث رئيس مجمع المصالح الاقتصادية بواحات نفزاوة عامر بن بوبكر على أنه يتم العمل الآن على تثمين منتوج التمور من حيث الجودة وتحويله إلى منتجات أخرى على غرار الخل والسكر والقهوة، مشددا على أن حضوره كعارض اليوم في الدورة 14 للصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا ليس بهدف البيع وإنما للتعريف بالمنتجات وجودة التمور من نفزاوة.
الفوز بالمسابقات الوطنية لم تحل دون صعوبات الترويج
من جهة أخرى، تحدثت قمرة بن حمودة عارضة لمنتوجات عولة زمنية محلية الإنتاج من جمّال بلوعة عن عرضها لمنتوجاتها دون ملصقات تشير إلى اسم وماركة العلامة وصل بها حد البكاء أمام رئيسة الحكومة نجلاء بودن أثناء جولتها الافتتاحية للمعرض في يومه الأول وذلك بسبب غياب الدعم الكافي.
وتقدم بن حمودة منتوجات مثل الغلال المجففة والمخلالات الطبيعية والبسيسة وهي متحصلة على 6 ميداليات في الزيت المنكه والهروس والمخلالات والملوخية
أزمة المحروقات تلقي بظلالها على المعرض
وأجمع الحضور على أن الصالون في دورته 14 لم يكن مثل سابقيه من حيث عدد العارضين المشاركين والزوار قائلين إنهم تفاجؤوا من النقص الكبير في عدد الحضور معتبرين أن أزمة المحروقات حالت دون تنقل عديد العارضين خاصة من الجنوب التونسي وداعين إلى تحسين سياسة المعارض لتوسيع المشاركة.