languageFrançais

الرقاب: مساحات العنب البدري في تراجع ملحوظ رغم الجودة

This browser does not support the video element.


يعد العنب البدري من الغراسات الأكثر إنتشارا في مختلف مناطق معتمدية الرقاب من ولاية سيدي بوزيد، حيث بلغت مساحاته خلال السنوات القليلة الماضية قرابة 1300 هكتار لكن تراجعت بسرعة لجملة من الأسباب والصعوبات، إلى حوالي 650 هكتار هذه السنة أغلبها منتجة.  

ومن أهم أنواع العنب التى تنتجها هذه المساحات  الـ" أورلي سيدلاس" و "سوبريور سيدلاس" و"راد سيدلاس" و" بلاك ماجيك" و"موسكات ديتالي" و"راد قلوب فيكتوريا" إلى جانب عدة أنواع وأصناف أخرى.  

وشهد إنتاج الثمار البدرية في معتمدية الرقاب التابعة لولاية سيدي بوزيد خلال العقدين الأخيرين قفزة نوعية بفضل التقنيات الحديثة وأساليب الري المحكمة تعززت بإنتصاب مستثمرين من ذوي الكفاءات التقنية المتميزة لإستغلال الموارد الطبيعية المتاحة من تربة صالحة وموارد مائية ملائمة ومناخ معتدل حيث تم تطوير الغراسات السقوية المكثفة وإدخال غراسات ذات ميزة تفاضلية من حيث الإنتاج المبكر والإنتاجية المرتفعة والقابلية على إقتحام الأسواق الخارجية مع تلبية السوق الداخلية، بحسب ما أكده لموزاييك، محمد حرتلي المهندس الفلاحي وعدد آخر من المستثمرين والخبراء والفلاحين في عدد من مناطق الرقاب . 

وبخصوص أهم  الصعوبات التي يعاني منها قطاع العنب وكذلك العديد من المجالات الفلاحية الأخرى في مناطق معتمدية الرقاب عموما ذكر كمال بن عمار عيوني عامل فلاحي منذ حوالي 17 سنة  بإحدى الضيعات الفلاحية النشيطة في قطاع العنب أنها تتمثل أساسا في نقص اليد العاملة في فصل الشتاء تزامنا مع إفتتاح موسم جني الزيتون وفي فصل الصيف تزامنا مع إفتتاح موسم الغلال البدرية ( الخوخ والدلاع والبطيخ والعنب ) والغلال والخضر الفصلية (فلفل وطماطم وبصل ولوز وغيرها )  واليد العاملة المختصة  (تقليم وتوريق العنب...) وسوء التحكم في التقنيات الزراعية ( الإستعمال المكثف للأسمدة والأدوية والري ... ) علاوة على إرتفاع كلفة الإنتاج (الإرتفاع الجنوني في أسعار الطاقة والأدوية والأسمدة ...) إلى جانب التغيرات المناخية التي أضحت  تشهدها مختلف المناطق الفلاحية بالجهة والإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي  فضلا عن تفشي بعض الأمراض مثل حشرة ''thrips'' وغيرها على غراسات العنب و''crownquall'' على مشاتل العنب .

وفي سياق متصل أكدت إحدى العاملات الفلاحيات بقطاع العنب أنه إلى جانب الصعوبات التي ذكرها كمال عيوني فإن العاملات يعانين بدورهن من إشكالية تنقلهن  إلى الضيعات الفلاحية  في ظروف قاسية جدا في عربات لاتتوفر بها أدنى ضمانات ومقومات الحماية فهن يبكرن من الفجر تحت لسعات البرد خاصة في فصل الشتاء بعد إتمام واجباتهن المنزلية وتوفير المستحقات اليومية لأفراد عائلاتهن، ولا يعدن إلا مساء ولا سيما اللائي يقطن منهن بعيدا عن مناطق العمل تحت لسعات الحر صيفا مؤكدة  أنها هي ومثيلاتها مجبورات على توفير قوتهن وقوت أبنائهن رغم قتامة  وضعهن.

وطالبت العاملة الجهات المسؤولية منها والحكومية بضرورة توفير حافلات لنقل العاملات في ظروف أكثر أمان وحماية .

 محمد صالح غانمي