عروس السكّر.. رمز الإحتفال بالسنة الهجريّة في نابل
اشتهرت مدينة نابل من بين المدن الجمهورية بالرونق الخاص الذي يضفيه سكانها على احتفالهم بحلول رأس السنة الهجرية، كما اشتهرت مدينة القيروان بطابعها المميز في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف.
ففي نابل تتحول ساحة الشهداء وسط المدينة إلى ما يشبه المهرجان المصغر بخيام منتشرة يؤثثها باعة عرائس السكر والفواكه الجافة والحلوى المشكلة وأواني الفخار مكونات "مثرد عروسة السكر".
ومنذ سنوات متعاقبة عُرفت مدينة نابل بصناعة وبيع ''عروسة السكر'' للسكان المحليين ولزوارها من سياح محليين وأجانب.
ولعروسة السكر في نابل قصة تاريخية تشهد على تعاقب الحضارات وانفتاح بلادنا على شعوب متعددة ومختلفة، حيث يؤكد صانعيها أنها قدمت إلى سواحل الوطن القبلي عبر إيطاليا.
وتتخذ عروسة السكر شكل دمى مختلفة وحيوانات أو تمثال لفارس أو أميرة تصنع في قالب معدّ خصيصا عبر سكب محلول متكون من ماء وروح الليمون وحبيبات السكر ثم تلوّن بصبغات مستخرجة من مواد طبيعية، فيما تعد عروس السكر أكلة مفضلة لدى الصغار والكبار. وتقدّم في مثرد إناء فخاري يذكرنا بثراء حرفي للمدينة المشهورة بصناعة الفخار أيضا.
وفي نابل، تتوارث عائلات بعينها حرفة صناعة عروسة السكر وبيعها لسكان المدينة، حتى أصبحت مكوّنا أساسيا من التراث اللامادي للمدينة كما أصبحت رمزا للفرحة وعادة بارزة في إحياء رأس السنة الهجرية.
وفي حديثه لموزاييك قال عبد القادر بيوض أقدم صانعي عروس السكر في نابل إنه يحز في نفسه إهمال المسؤولين لهذا التراث معبّرا عن أمله في إلتفاتة أحد المسؤولين لتحويل مدينة نابل إلى مقر رسمي لإحياء السنة الهجرية في الجمهورية عبر بعث مهرجان ديني تقام على وقعه مسابقات لأفضل عروس سكر.
يذكر أن وزير الشؤون الدينية ابراهيم الشائبي قد أعلن العام الماضي عن عزمه العمل على جعل ولاية نابل موطنا رسميا لإحياء رأس السنة الهجرية على غرار مدينة القيروان ولكن بعد مرور سنة ظل القرار شفويا لم يتبعه تجسيد رسمي.
سهام عمار