الأيام البرلمانية الأولى لكتلة الأحرار: أيّ توجهات للتصرف في النفايات؟
تنتظم بولاية صفاقس على مدار يوميْ 17 و18 جوان 2023، الأيام البرلمانية الأولى لكتلة الأحرار تحت عنوان "التوجّهات الاستراتيجية: التصرّف في النفايات في تونس".
وفي تصريح لموزاييك، أكّد نائب الشعب والمنسّق العام لهذه الأيام، معز برك الله، أنّ الهدف منها إتاحة الفرصة للنائب ليكون متكوّنا ومطلعا على مختلف الملفات والمشاغل التي يمكن طرحها لاسيما وأنّ النائب المتكون تكون له قدرة الإلمام بمشاريع القوانين أو التي يقترحها ويدفع نحو إنجازها مع فهم التوجهات الاستراتيجية وبالتالي يتحمل مسؤوليته التاريخية في بلورة قوانين رائدة واستشرافية تحلّ المشاكل.
وأضاف أنّ الهدف من هذه الأيام كذلك أن يكون النواب فاعلين وحريصين على الاستماع إلى كلّ الأراء والتقريب بين مختلف الأطراف وتجاوز الانقسامات او التباعد في الرؤى والمواقف.
واعتبر معز برك الله أنّه من أهم أسباب تعطّل بعض المشاريع هي التجاذبات وغياب الاتّفاق على مستوى مكونات المجتمع المدني في التوجهات الاستراتيجية وعلى المستوى التقني. ويعتبر أنّه دور الوظيفة التشريعية في العمل على إنهاء التجاذبات وتوحيد الآراء عبر سنّ قوانين واضحة.
وبخصوص موضوع الأيام البرلمانية الأولى، وهو التوجّهات الاستراتيجية للتصرّف في النفايات، اعتبر النائب معز برك الله أنّ منظومة الردم هي من الحلول الترقيعية والمؤقّتة والتي لا فائدة ترجى منها، لافتا إلى أنّ صفاقس خرجت من دائرة 14 ولاية لها مصبات مراقبة ومهيئة إلى دائرة 10 ولايات ليست لها مصبات مراقبة. وحصل هذا في ظلّ غياب استراتيجية وطنية تحلّ المشكل من جذوره وتعمل هذه الأيام البرلمانية على تداركه من خلال ضمان حضور مختلف الأطراف المتداخلة والاستماع إلى مختلف الرؤى والتصورات تمهيدا لبلورتها في خارطة طريق يتم تقديمها إلى رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب.
من جهتها، اعتبرت سوسن مبروك، نائب رئيس مجلس نواب الشعب، في تصريح لموزاييك، أنّ هناك حاجة ماسّة إلى إحداث مقاربة تشاركية شاملة المجالات للتعاطي مع مشكل التصرف في النفايات تتضافر فيها جهود الدولة مع القطاع الخاصّ والمستثمرين والخبراء والمجتمع المدني من أجل التوصّل إلى حلول استراتيجية تحول النفايات من مشكل بيئي وأزمة إلى مصدر للاستثمار والطاقة البديلة مع ضمان حق المواطن التونسي في البيئة السليمة.
ولفتت سوسن مبروك إلى أنّ أزمة النفايات والتصرّف فيها ليست مشكلة تونسية صرفة وإنّما هي مشكلة عالمية وهي تستوجب مراجعة الخطط الإستراتيجية في بلادنا بما في ذلك أهمية ترشيد الاستهلاك للتقليص من إنتاج النفايات مع أهمية اتباع أفضل الحلول للرسكلة والتثمين وتحويل النفايات إلى طاقات بديلة
وخلال مشاركته في هذه الأيام البرلمانية الأولى، وفي ذات موضوع النفايات، تحدّث شكري المزغني، المدير العام بوزارة البيئة عن الإستراتيجية الوطنية التي تتمثّل في إدماج مفهوم الإقتصاد الدائري والمندمج في التصرف في النفايات مشيرا إلى هذا الاقتصاد الدائري في التصرف في النفايات يعد على المستوى الدولي نظاما اقتصاديا جديدا قوامه التقليل من هدر الموارد الطبيعية.
ولفت إلى أنّه سيتم العمل انطلاقا من الاستراتيجيات السابقة على إدماج مفهوم الاقتصاد الدائري في مخطط العمل على المدى القريب والمتوسط والبعيد وتحديد الأطراف الفاعلة في مجال النفايات مع السعي إلى بلورة مؤشرات لمتابعة تنفيذ هذه الإستراتيجية ومختلف مكوناتها.
فتحي بوجناح